الحكومة المصرية تستعيد مكانة الذهب الأبيض وتعلن افتتاح أكبر مصنع غزل بالعالم العام المقبل news

تسير مصر وبقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بخطى ثابتة نحو الإصلاح الاقتصادي وتعزيز قطاع الأعمال والصناعة والاستثمار فقد تعهد الرئيس المصري قبل عام ونصف بتطبيق خطة تستهدف العمل على استعادة القطن المصري لمكانته وذلك على مستوى الزراعة والتصنيع وهو ما قامت به الحكومة من خلال الكشف عن عزمها لافتتاح أكبر مصنع في العالم لإنتاج الغزل بحلول العام المقبل.

الحكومة المصرية تستعيد مكانة الذهب الأبيض وتعلن افتتاح أكبر مصنع غزل بالعالم العام المقبل news
وقد التقى الرئيس السيسي برئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق، وناقش خلال الاجتماع “متابعة استراتيجية الدولة لتطوير صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة في مصر”.
وارتبط المصريون خلال عقود ماضية، بمحصول القطن عبر وشائج اجتماعية وسياسية وثقافية، فالمنتج الذي جرت أدبيات المزارعين المصريين على تسميته بـ”الذهب الأبيض” كان مصدراً مهماً لدخل الأسر في الريف، ومثّل موسم حصاده موعداً لتغيرات اجتماعية منها الزواج مثلاً، الذي كانت العائلات تدبر نفقاته عبر بيع المحصول.
كما كان القطن بنداً على جدول أعمال اجتماع مصري – أميركي رفيع المستوى في مايو عام 1953. عندما “فوجئ الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، بطلب بدا غريباً من وزير الخارجية الأميركي، آنذاك، جون فوستر دالاس، الذي اقترح أن تقدم مصر بادرة حسن نية لمساعدة الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور، عبر تقليل إنتاج القطن المحلي طويل التيلة، لأنه ينافس نظيره المنتج في ولايات الجنوب الأميركي”.
ونقل متحدث الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، عن وزير قطاع الأعمال أن “مصنع الغزل” (الأكبر في العالم) يجري إنشاؤه في مدينة المحلة، وسيتم افتتاحه خلال العام المقبل، ويقع على مساحة 62 ألف متر مربع، وسيضم أحدث معدات وآلات في هذا المجال بالاستعانة بخبرة كبرى الشركات العالمية، كما أنه سيتعامل مع أنواع الأقطان كافة”.
وأكد توفيق، أن هناك اهتماماً خاصاً بتصنيع “القطن طويل التيلة وفائق الطول، بما يسهم في استغلال ما تمتلكه مصر من ميزات تنافسية في إنتاج القطن على مستوى العالم في ظل ما يحظى به من جودة وسمعة متميزة في الأسواق الدولية”.
وبحسب بيانات رسمية، فإن مصر زرعت قرابة 330 ألف فدان بالقطن خلال موسم العام الحالي 2022. وذلك بمعدل زيادة قارب 39 في المائة، مقارنة بالعام السابق عليه، فيما تسعى الحكومة لتعزيز زراعة المحصول ذي السمعة الدولية.
الاجتماع الرئاسي ناقش كذلك بحسب راضي، «تسويق منتجات قطاع الغزل والنسيج على أعلى مستوى من خلال تأسيس شركة مصرية لأعمال التسويق والبيع وإدارة سلاسل الإمداد لمنتجات الشركات كافة في قطاع القطن والغزل والنسيج والملابس”.
واطلع الرئيس المصري خلال الاجتماع على “عينات المنسوجات القطنية الفاخرة المنتجة حديثاً من القطن المصري العالمي”، والتي تسوقها الشركة المصرية للأقطان “إيجيبشان كوتون”.
وتعهدت الحكومة المصرية، في فبراير العام الماضي بعدم خصخصة (البيع للقطاع الخاص) شركات القطن. وقال راضي إن الرئيس السيسي وجه بـمواصلة خطة الدولة المصرية للنهوض بصناعة الغزل والنسيج بهدف استعادة القطن المصري سابق عهده، وذلك في إطار التوجه التنموي الشامل الذي تنتهجه الدولة، بما يسهم في تعظيم الاستفادة من القدرات المصرية الكامنة في هذا الإطار، ومن ثم دعم الاقتصاد الوطني، خاصة أن صناعة الغزل والنسيج تعد من الصناعات كثيفة العمالة”.